جديد مدونتي:

28‏/08‏/2013

رحلة صورة بين العين و الدماغ


        إن الرؤية بالطبع تتم عن طريق العين، و لكن المخ يلعب دورا كبيرا في عملية الرؤية بحيث تمر الموجات الضوئية من خلال بؤبؤ العين، لتقع على الشبكية ....
(و هي نسيج من الخلايا تشبه شاشة السينما تقع الصور عليها في مؤخرة العين) حيث كل شبكة تحوي 130 مليون خلية، و هذه الخلايا حساسة جدا للضوء، فعندما يرتطم الضوء بخلية من هذه الخلايا تحدث تغيرات كيميائية فتبدأ بالإندفاع بعرق العصب، الذي يذهب من خلال العصب البصري إلى قسم الرؤية الموجود في المخ.

        و لكن ذلك ليس كل ما يحدث، بل إن الذي يراه المخ مختلف تماما عن الصورة المكونة في الشبكية، مثال ذلك: (أن عينيك نادرا ما تستريح فعندما تخرج من منزلك مثلا تنظر إلى الحركة التي حولك في الخارج، فإن عينيك تقف مثلا على العشب لثانية واحدة و تتحول إلى قمة الأشجار بعد ثوان إلى الغيوم في السماء ثم تنظر إلى الطيور لثانية أخرى) ، إن المخ هنا لا يرى سلسلة متلاحقة للقطات فوتوغرافية سريعة بل يراها صورا متفرقة بحسب الذي تنقله الخلايا من الشبكية، فهي تنقل صورا متفرقة مجزأة لا معنى لها إلى قسم الرؤية في المخ، الذي يسجل بدوره كل صورة و يتذكرها و يضيف بعضها إلى الآخر فيعطيهم بذلك معنى كاملا نرى من خلاله الصورة كلها و كل هذه الأجزاء تخزن في قسم الذاكرة في المخ فعندما نرى في لمح البصر شجرة أو غيمة أو طيرا فإنها قد رؤيت من قبل و يعرفها قسم الذاكرة في المخ فلا تستغرق هذه الصورة إلا لمحة لتتعرف عليها.

       و بذلك نرى بأن الرؤية تضمن إستعمال العديد من أقسام العين و العصب البصري و أقسام المخ، الذي يرى و يفسر رسالة العين، و لذلك على الطفل أن يتعلم كيف يستعمل بصره جيدا، و بعد مدة قصيرة تبدأ الآلية البصرية بالعمل الجيد، إلا أن رؤيته لا تزال محدودة، و متغيرة لأنه لا يفهم إلا القليل مما يراه و ذلك لأن المخ لا يلعب دوره الكامل في الرؤية عندئذ.

قال تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ  صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق